روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | مدمن في حاوية النفايات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > مدمن في حاوية النفايات


  مدمن في حاوية النفايات
     عدد مرات المشاهدة: 2233        عدد مرات الإرسال: 0

يقول هذا الشاب بدأت معاناتي على مقاعد الدراسة كان والدي يهددني بالعقوبة الشديدة في حال فشلي في الدراسة.

كان يقول: إذا ما نجحت والله لأعلقك في المروحة ومضت الأيام وحدث ما كنت أخشى خرجت من المدرسة وركبت مع أحد زملائي بسيارته، لحظات وسألني لماذا أنت حزين؟.

قلت: رسبت في بعض المواد.. قال لي: وهل أنت أول واحد يرسب قال: لا لكن الوالد سيعلقني في المروحة.

قال لي: لا تهتم وأخرج من جيبه شيئاَ وقال: خذ!! قلت: ما هذا قال لي: لا تخف هذه الحبة تنسيك الدنيا، يقول: الشاب أكلت الحبة وليتني ما فعلت قلت لصاحبي رأسي يكاد أن ينفجر قال وهو يحك ذا شيء طبيعي لأنها أول مرة ولكن مع التعود ستشعر بالراحة والسعادة.

يقول: بمرور الأيام تعلق قلبي بالحبوب... لم أشعر إلا وخسرت نفسي وأهلي خرجت من المدرسة إلى ظلمات الإدمان أبحث عن السعادة الموهومة بين الحبوب والهيروين... كنت مقدما على الانتحار وبيدي السم الأبيض الهيروين وكأنه سلاح أبيض اطعن به قلبي الأسود.

ولما أظلمت الدنيا بعيني وضاقت الحياة أمام وجهي قررت السفر للخارج فسافرت للهند وبسبب إدماني على الهيروين خسرت كل ما أملك من النقود.. خرجت في أحد الأيام في شوارع الهند وأنا أتلوى من الجوع فجلست على الرصيف وبينما أنا جالس أقبل أحد الهنود وبيده قطعة خبز ولما دنا مني ألقى بقطعة الخبز فقلت في نفسي الحمد لله جاء الفرج.... فترددت لأن الناس من حولي ولكن ماذا أفعل ولهيب الجوع يشتعل في أحشائي فتقدمت.

وفي هذه اللحظات كان جائع آخر وما إن تقدم منها حتى خطفها... لم أتمالك نفسي فإنطلقت أجري وراءه وهو يجري وذيله القصير يضرب بالهواء. مضى الكلب ولم أستطيع السباق... فأي ذل ومهانة تلك؟.

يقول: بعد أيام مريرة إستطعت وبشق الأنفس أن أعود إلى هذه البلاد وبعد عودتي كنت أجتمع مع بعض المدمنين في إحدى الشقق في المنطقة الشرقية وفي رمضان كانت إحدى الجلسات الخبيثة أخذت إبرة الهيروين وطعنت بها نفسي وأغمي عليَ في الحال.

نظروا إلي رفاقي يا فلان يا فلان.. حركوا جسمي فلم يجدوا أدنى حركة لما يأسوا مني قالوا: رحمك الله يا فلان صاحوا: ماذا نفعل أمام هذه الورطة؟! فكروا بغير عقولهم بأن يتخلصوا من الجثة بدأوا بتفتيش ملابسي كان في جيبي شيئا من الهيروين فأخذوه ثم حملوني على الأعناق إلى الخارج.. التفتوا يمينا وشمالا ... فإذا ببرميل كبير للنفايات على جانب الطريق فرموني فيه.. فدفنوني بلا غسل ولا كفن.

ثم عادوا على ما كانوا عليه وكأن شيئا لم يكن... في ظلمة الليل إستيقظت أين أنا؟!. لا أدري لم أشعر إلا والطعام وأنواع المأكولات على رأسي.

يقول حاولت التحرك لأخرج فلم أستطيع فقد هدَ الهيروين قوتي.. وشلَ أركاني وبعد جولات من المصارعة دامت القرابة عشر ساعات إستطعت الخروج للحياة ومع هذا كان همي الأكبر في أمر هو أعظم من الحياة.. وضعت يدي في جيبي أين الهيروين فأسرعت لرفاقي نظروا إليَ تغيرت وجوههم بادرتهم بالسؤال أين الهيروين الذي كان في جيبي؟.

قالوا أخذناه كنا نظنك أنك ميت فقال: أعيدوه إلي فورا.

فيالها من صداقة...!!!

يقول في أحد الأيام كنت أبحث عن المال مقابل جرعة الهيروين فكرت وفكرت حتى خرجت لمنزل جارنا وقلت له عندي بعض الشباب في المجلس ونريد أن نشاهد المباراة لكن الأهل يشاهدون القناة الثانية فهل يمكن أن أستعير التلفزيون إلى أن تنتهي المباراة فلم يرفض طلبي وأخذت التلفاز ووضعته في السيارة.

وتوجهت على السوق لأبيع التلفزيون وأبحث عن الجرعة المسمومة إفتضح أمري بين الناس وإستوحشوا مني!! إلى متى وأين أمشي... أسير وأسير ولكني أسير.

لم أعد أرى في عيني سوى الظلام ولم يبقى في قلبي سوى الأوهام، ولكن مع ظلمة الليل لاحت أنوار الفجر، ولما أنبت لربي وجدت نفسي أدخل المسجد أرفع يدي لله مستقبلا حياة الإيمان مستدبرا شقاء الإدمان.

من شريط: عِبرة وعَبرة، للرائد سامي الحمود.

 

الكاتب: نبيل الفيصل.

المصدر: موقع ياله من دين.